pLiiiJl يا أيها الحلم اشتعلْ pLiiiJl

1
إذاً انتظرتُك, لا تجيئي
إلاّ على كفٍّ من الأمطارِ والشّجرِ المضيءِ
ترينَ نافذتي مزركشةً
ترينَ يدي على قلبي
وذاك صدى النّعاسِ
وضجّةُ الحلمِ الذي فكّت ستائرَه أصابعُ رغبتي
في أوّل الحلمِ: السماءُ
خطى الكواكبِ
وانتصابُ القامة الخضراء سرواً للجسدْ
حلمٌ... سلاماً يا مراكب, يا زبدْ
إذاً انتظرتكِ,
كنتُ في كتفِ الجنازةِ كوكباً
في ذيله لهبٌ أسميه: القصيدةَ,
كنتُ أرحلُ بينَ أهدابِ الهواءِ
أضيءُ ذاكرتي البعيدةْ
وأنا أنادي خلف أقبية, ولست أنا المنادي
إنما جرحٌ, ولستُ الكوكبَ الزاهي, ولستُ
يا أيها الحلم اشتعل فأنا بأغنيتي اشتعلتُ...
...
آخيتُ كلّ خليّةٍ فتفسّخت كل الخلايا,
هل أقولْ
لم يبق غيرُكِ تنشرين دمي على سقف الحقولْ ؟
يا أيها الحلم اشتعلْ
مازلت أكبرُ فيكَ تكبرُ فيَّ
إنّ يديَّ خاليتان من عنبٍ
وفي شفتيَّ آياتٌ تشدّ قصيدتي
يا سِدرةَ الأنثى ارفعيني
يا سِدرةَ الأنثى اقرئيني
كتبٌ على روحي, على رفّ الجروحِ غبارُها
تابوتُ شعري في دمي كسَرتْهُ سيدةٌ تسمّى أمّةً
الحزن ُدفترُه دماءٌ
يا شقيق َالموت يا حزن ُانهمرْ من غيمة الشعر الحزينِ
يا سِدرة الأنثى اقرئيني
كل الجنازات التي ازدحمتْ على طرقِ المدينةِ
نصّبتني زينةً لقبورها
والاحتفالاتُ الجليلةُ داعبتْ ظمئي
وغابتْ عن عيوني
كم كنتُ تحت عروشها
علقاً يمصُّ دمَ الجنونِ
يا سِدرة الأنثى ارفعيني
أيها الحلم اشتعلْ.
خضراءُ طلعةُ من أحبُّ
قدومها جرسٌ وكم أنسابُ في شلاّلهِ
هي علّمتني كيف تأتي
(حين تسقطُ عنك أردية القمرْ
سأضيءُ)
يا قمرَ الجسدْ
اسقطْ, تعفّن خبزُ ضوئكَ ...
... علّمتني كيف تأتي
(حين يرثي الشعرُ أعيادَ الشجرْ
سأجيءُ)
يا شجرْ البلدْ
أسندْ إلى حجرِ اليباسِ ذراع فيئكَ
... علّمتني أنه ما من نبيٍّ
إلا ويسبقه انهيارٌ...
...علّمتني أن دمعتنا تصيرْ
كرةً ملوّنةً لأطفالٍ تنام بطونهم
في طيفِ حلمٍ من حريرٍ...
...علّمتني أن قلبي شرفةٌ
في ظلّها ستمرّ أنهارٌ على فرس النهارْ
وتشع بين عيون موتانا خمور الانتصارْ
2
ها قد دخلت إليكِ منشطراً إلى بحرين يلتقيان فيكِ
وقيل إنكِ منتهى معراج روحي
يا حبيبة سلّمتكِ الأرضُ مفتاح الفضاء
وزهرةَ الماء التي ما سُمِّيَتْ إلا لشَعرِكِ
شَعرُكِ المنسابُ رملٌ
يمتطيه الطفل إذ تذوي رؤاه...
يقول هل تتجمّعينَ كهيكلٍ لأعدّ أحزاناً أمامكِ،
كنتُ أخفيها,
سأرثيها وأرثي فيك وجهي
إذ أجيء إليك من بوّابةٍ سوداءَ
تتبعني ظلالي
والحقّ يشرقُ من خلالي
...
ماذا أسمّيكِ ؟
انتشيتُ من التسابيحِ
انبهرتُ بزهرةٍ صعدت تناجيكِ
الذي في الروح منكِ غمامةٌ نادت ولبّت
واستطالت
ثمّ مالت باتجاه الريحِ
وانفرطتْ على روحي...
أسمّيكِ الشتاءْ
لم يلتفتْ مطرٌ إلى جسدي
وألّف فصلُ جسمكِ حالةً:
بين الهبوط إلى السّنابلِ
والصعودِ لآخرِ الكونِ المضاءْ
ماذا أسمّيكِ ؟
التجأتِ إليَّ والتجأتْ إليك يدي
وصلّتْ جثّتي من أجلِ مجدك,
سيِّجيها بالزّهور وبالغمامِ
وعلّقيها فوق سورِ الفجرِ ياقوتاً ينقّره الحمامْ
يا سدرةَ الأنثى ويا ملكوتَ ميلادِ السلامْ
3
هذي ضفافُ دمي,
وهذا ما انكسرْتُ لهُ,
أعيديني
للوقت مبتهجاً بخمرته, وضمّيني
بهوائكِ القدسيّ, إنِّي شاهدٌ بالقلبِ,
أنّ يديكِ فردوسٌ ستحميني
وقلبي ضفّتان لنهرِ تاريخ الجليدِ
وكنتُ طوقاً لامعاً في عنْقِ مرثيةٍ
فأحْييني
كم كان يسطعُ في ظلام الروح وجهكِ
كالمآذن في الضّبابْ
يا سدرةَ الأنثى ارفعيني
وارفعي عينيّ من رؤيا الخرابْ
...
إذاً انتظرتكِ
فاجمعيني فكرةً
أو نقطةً تغلي بأسرارِ الكتابْ